The shield مشرف عام
عدد المساهمات : 654 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 2009-08-24 العمر : 33 الموقع : وانت مالك
| Subject: الحب حلال ولا حرام, Tue 20 Oct 2009, 12:08 am | |
| محاضرة عمرو خالد عن الحب
إلى من يظلمون هذه الكلمة المقدسة فيدنسونها وينزعون عنها طهرها ونقاءها .. إلى من يفهمون الحب على أنه الرغبة ، إلى من يدعونه ولم يذوقوه أبدا .. إياكم أن يفوتكم الحب الحقيقي
موضوعنا هو أهم موضوع يعرفه الأولاد والبنات بشكل عميق جدا وهو الحب .. ونريد أن نتكلم عنه من القلب فعلا ، ولنتكلم بشكل واضح عن الصداقة بين الأولاد والبنات ، فلنحاول أن نكون صادقين وأن نفتح قلوبنا ، وطبعا أنا حَذِر جدا في الدخول لهذا الموضوع مباشرة ، فبعض الأولاد والبنات سيقولون نحن نعرف ما سيقال ويرفضون أن يكملوا الموضوع
في البداية أحب أن أسأل سؤالا هاما
هل الحب غريزة فطرية كتبها الله على الإنسان؟ وهل يقدر إنسان أن يعيش بغير الحب؟
وطبعا أنتم تعرفون أننا نتكلم في الدين وتتوقعون أن نقول أن الحب هو حبك لأبيك وأمك وأخواتك .. وصحيح أن هذا نوعاً من الحب ، والأصل في الحب هو حب الله طبعا ، ولكن دعونا نتكلم عن الحب بمعناه الدارج .. حب الرجل للمرأة ، هل يستطيع إنسان أن يستغني عن الحب؟ ويعيش دون أن يُحِب أويُحَب؟ بالطبع لا .. فلا يوجد من يعيش دون الحب ، فهذه فطرة وغريزة ولولا أن الله خلقها فينا لما كان للبشرية أمل في الإستمرار والتناسل
فالغريزة هي إحدى الأسباب التي جعلت العالم يستمر .. إذن لا يمكن التفكير في قهر الغريزة ولا يمكن لنا أن نلغيها من حياتنا ، ولا يمكن أن نتجاهلها ونحن نتكلم والغريزة بدأت منذ أن بدأت الحياة ، منذ خلق آدم عليه السلام ، فالحديث الشريف يذكر أن آدم لما دخل الجنة استوحش .. رغم أنه يعيش في الجنة لكنه أحس أن شيئا ما ينقصه ، شعر أنه محتاج لحواء ، وهذا الكلام ليس من الخيال لكنه من حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (فبينما هو نائم إذ خلق الله من ضلعه حواء ، فاستيقظ فرآها بجواره ، قال : من أنتِ؟ قالت : امرأة ، قال : ما اسمك؟ ، قالت : حواء ، قال : ولما خلقتِ؟ قالت : لتسكن إليَّ) يعني أنها رمز الإطمئنان ليسكن إليها آدم ، ليس أنها أم له ، ولكن يعني أنه يا كل آدم في الأرض إلى يوم القيامة لا سكن لك ولا إطمئنان إلا بجوار حواء .. هذا هو ديننا وإسلامنا
والعجيب أنك لو قرأت في بعض الكتب السماوية وغير السماوية في الديانات الأخرى لوجدت النظرة إلى حواء نظرة ظالمة - وآسف في الكلمة - بل تنظر للمرأة كأنها ليست من جنس الإنسان ، أي مرتبة أقل قليلا وأدنى من الرجال ، وهناك من ينظر إلى أنها السبب في معصية آدم وسبب نزوله للأرض ، لكن القرآن لم يقل هذا الكلام أبدا ، بل وضع الإثنين معاً في نفس الدرجة والمسئولية ، واقرأ الآية (فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما) فالآيات لم تتحدث أن إبليس وسوس لحواء أو خدعها هي فقط ، لكنه أزلَّهما ووسوس لهما معا ،فالمسئولية مشتركة والإثنان أكلا من الشجرة فنزلا إلى الأرض
وتحكي الآثار وقصص السابقين أن آدم نزل في الهند وحواء في جدة ، وربما من هنا جاء إسم جدة أي (الجدة) الكبرى لبني آدم ، ويقال أن آدم ظل يبحث عن حواء حتى التقيا عند جبل عرفات ، ولو انتبهتم أن عرفات قريب لجدة وبعيد جداً عن الهند ، إذن آدم هو الذي تعب وظل يبحث عن حواء كثيراً حتى وصل إليها ، وتجد في كتب المفسرين كلاماً جميلاً جدا ، فالموضوع فيه هدوء وليس فيه التعصب الذي يراه البعض .. فالقرطبي يذكر أن الملائكة سألت آدم أتحب حواء؟ فقال : نعم ، فقالوا لحواء : أتحبين آدم؟ فقالت : لا ، وفي قلبها أضعاف أضعاف ما في قلبه من الحب ، أنا أحكي ذلك حتي نقول إن الغريزة بدأت منذ خلق آدم وحواء
والمعلوم أن آدم خُلق من تراب ، بينما حواء خُلقت من ضلع .. أي من شيء حي ، لذا نجد آدم حين يتعامل في الدنيا فإنه سواء كان تاجراً أو صانعاً أو محاربا أو مزارعاً فإنه سيتعامل مع المادة التي خلق منها .. سيتعامل مع الأرض ، أما حواء فستتعامل مع الروح .. مع الإنسان ، فهي ستربي وستكون أماً ، فهي تتعامل مع شيء حي ، لذا سميت (حواء) لأنها خلقت من الحياة
ما رأيكم أن نعيش مع حبيبين رائعين .. سيدنا إبراهيم وزوجته سارة فقد كان يحبها حباً شديداً حتى أنه عاش معها ثمانين عاماً وهي لا تنجب ، لكنه من أجل حبه لا يريد أن يتزوج عليها لدرجة أنه لم يتزوج من السيدة هاجر (أم إسماعيل) إلا حين طلبت منه سارة ذلك ، وأصرَّت على أن يتزوج حتى ينجب ، هل يمكن للحب أن يصل لهذه الدرجة؟! ثمانين عاما لا يريد أن يؤذي مشاعر زوجته ثم بعد أن تزوج هاجر وأنجبت إسماعيل غارت سارة (وهذه هي طبيعة المرأة) فرغبت ألا تعيش مع هاجر في مكان واحد .. فوافق إبراهيم عليه السلام وأخذ هاجر وإبنه الرضيع (إسماعيل) لمكان بعيد إرضاءً لزوجته الحبيبة .. فما رأيكم في هذه العلاقة الراقية السامية؟
فالحب مطلوب وجميل ولكن .. أي حب؟ وهذا ما نريد أن نصل إليه
واسمعوا حكاية سيدنا عمرو بن العاص لما جاء للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له : مَن أحبَّ الناس إليك؟ فقال : عائشة هل صادفت يوما عن شخص يقول أن أحب الناس إليه هي زوجته اتحدى أن نفتح جريدة ونقرأ لأحد العظماء أن أكثر من يحبه في الدنيا هي زوجته .. لكن نبي الله صلى الله عليه وسلم قالها ببساطة وقالها باسمها كذلك
وتعالوا كذلك لحب عمر بن الخطاب لزوجته .. فأحد الصحابة كان يضيق بزوجته جداً لأن صوتها عالي ، وتعرفون أن من النساء من لديها حنجرة دائمة الصياح .. فالصحابي من ضيقه ذهب يشتكي لأمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب ، فذهب ليطرق الباب فوجد صوت زوجة عمر يعلو على صوت عمر ويصل للشارع ، فخاب أمله ومضى .. وبينما هو ينوي المضي إذا بعمر يفتح الباب ويقول له كأنك جئت لي .. قال : نعم ، جئت أشتكي صوت زوجتي فوجدت عندك مثل ما عندي .. فانظرإلى رد عمر وعاطفته ، يقول : (تحملتنِّي ، غسلت ثيابي وبسطت منامي وربَّت أولادي ونظَّفت بيتي ، تفعل ذلك ولم يأمرها الله بذلك ، إنما تفعله طواعية وتحملَّت كل ذلك ، أفلا أتحمَّلها إن رفعت صوتها) فهذا هو الحب والعاطفة وتعالوا نرى نماذج مما هو موجود في واقعنا الآن
علاقات الصداقة بين الأولاد والبنات (كما يسمونها) ماذا يترتب عليها وما مشاكلها التي تنتج عنها؟ الولد والبنت يمكن أن يشعروا ببعض العواطف ، وحين يشعروا أنهم أخطأوا فيحاولون تصحيح أخطائهم ولكن للأسف بطريقة خطأ أيضا وهي الزواج العرفي
بالطبع هي طريقة عجيبة جداً فالشاب الذي يرى أنه أخطأ ويحاول إصلاح الخطأ بخطأ آخر .. فإمكانياته وقدراته وطبيعة المجتمع لا تسمح بالزواج وهو لا يزال في الجامعة .. فيتزوج عرفياً ، لكن ما نتيجة هذا الزواج؟ المشكلة أنه بعد شهرين أو ثلاثة من هذا الزواج يتركها الشاب لأنه يشعر أنه لم يكن في وضع طبيعي ولن يستطيع مواجهة أهله بما فعل ، ولا يستطيع أن يقدمها لأهله وهو يشعر أنها رخيصة وأنها في مستوى أقل .. ولا يتحمَّل فكرة أنها ستكون (زوجته) ويبدأ في التهرُّب منها ، وهذه طبعا ليست حكايات من وحي الخيال .. هذا كلام يحدث كل يوم .. وتبدأ البنت تجد نفسها في مشكلة .. كيف ستواجه أهلها وماذا ستفعل ، وتبدأ تدخل في حالة إكتئاب .. فقد فرحت أسبوعين أو ثلاثة ودُمِّر مستقبلها تماما
وحتى في الزواج الطبيعي فإن الإستخدام السيء لكلمة الحب يؤدي لكوارث كثيرة ، وأكيد أننا رأينا نماذج كثيرة كانت يوما من الأيام محور حديث المجتمع .. وكيف أنهما يحبان بعضهما البعض أو كيف أنهما مرتبطان من فترة الثانوي وكيف وكيف .. لكن بعد الزواج ينتهي كل شيء بالطلاق وهذه ليست حالة واحدة وإنما كثيرة جدا
واسأل الشاب يقول لي : زوجتي اختلفت عن أيام زمان ، وهي تقول : أصبح إنسانا مختلفا
ففي فترة ما قبل الزواج كل واحد كان يُخرج أفضل ما عنده ، فلما التقيا رأى كلاهما الأشياء التي لم يكن يراها من قبل .. فالأمور لم تعد مُزيَّنة كما كانت ، فلو لم نكن نعرف بعض من قبل لبدأنا ننسجم ونرتب ظروفنا على ما نعرف من شريك حياتنا ، لكن كل واحد تعود على شكل معين صعب أن يتعود على غيره
من ضمن عيوب هذه العلاقة أن الانسان قد (صاحَبَ) أكثر من شخص من الجنس الآخر قبل الزواج ، فلن يكون عند الشاب الرضا التام بزوجته ، ففي أول خلاف سيقول : صاحبتي أفضل ، كانت تسمعني أو تحن عليَّ وكذلك البنت ستقول ذلك فعلا هذا الأمر يحدث كثيرا بالذات في عقل الانسان وفكره ، فالشاب الذي (صاحب) خمسة أو ستة سيقارن ويقول : زوجتي طيبة وممتازة لكن لما تستيقظ من النوم يكون شعرها (منكوش) !! طبعا هو كان يرى الأخريات في كامل زينتهن ، وكان يراهنَّ ساعة أو إثنين فتكون البنت على أتمَّ الإستعداد .. لكن زوجته يراها طول اليوم فيبدأ يقارن وتتعب حياته ، والبنت نفس الأمر تقول زوجي طيب كريم لكن كنت (مصاحبة) ولد عنده عضلات وكان أكثر وسامة وكان وكان .. طبعا هذا الولد كان يقابلها وهو جاهز تماما من تسريحة شعر وملابس جديدة وغير ذلك ولكن زوجها هي تراه وهو (تعبان) في العمل من أجل توفير حياة كريمة لها
الشيطان له دخل في الأمر ، فقبل الزواج كانت العلاقة بينهما حرام ، فالشيطان يظل يُزيِّنها ويشعرهما أنه وضع لذيذ .. وبعد الزواج الحياة يكون فيها مودة ورحمة وهذا وضع طبيعي ، فالشيطان يبدأ يفسد الأمر لأنه يحب البيت (يخرب) فيجعل الشاب يأخذ باله من أشياء لم يكن يهتم بها من قبل وهي كذلك
أعتقد أنه بسبب أن الله سبحانه وتعالى يحب عباده .. فبالتالي لابد أنه خلق الحب فيهم ، ولكن ما أحب أن أقوله للفتاة أن خسائر البنت في هذه العلاقات كثيرة جدا ، أبسطها أن البنت تحس أنها مهانة ومستهلكة ، لم تعد البنت المصانة الجوهرة المدللة في بيت أهلها .. لأنها عندما (تصاحب) فهي تبتعد تماما عن أهلها وخاصة أبيها .. لأنها تبدأ في الكذب على أهلها .. فتبدأ تشعر أن المفروض أن تواجه الدنيا وحدها ، وعن تجربة شخصية لي أنني كنت أدعو الله فأشعر بالقرب من الله تعالى ، لكن لما بدأت تكون لي علاقات أشعر أنني بعيد جدا عن الله .. أعتقد لأن هذا النوع يورث في القلب ضيقا وظلمة وسواد
هل الإسلام يمنع هذه العلاقات لمجرد التضييق على الناس ، أم أن هذا فيه مصلحة للمجتمع؟ وهل الإسلام يقول أن هذه العلاقة حرام؟طبعا .. ففي سورة النساء آية تقول هذا الكلام ، و صاحب أو صديق ، لأن طبيعة البنت أن تتعب نفسيتها عندما تفشل العلاقة ، والسبب الثاني لرفض هذه الصداقة هي إنهيار البيوت بعد الزواج ، وهو ما تحدثنا عنه منذ قليل
أنا لي قريب تتكلم عن النساء فتقول : (ولا متخذات أخدان) يعني لا يجوز للمرأة أن تتخذمن كثرة ما عرف وصاحب من بنات ومن كثرة ما عرف بنات يكذبن على أهلهن فتخيَّل أن البنات كلهن بهذه الطريقة ، فلم يعد واثقا بأحد وكبر سنه وهو لا يستطيع الزواج
فالولد يفرح سنتين أو ثلاثة ويحزن بقية عمره والبنت بالمثل ، يقول الله تبارك وتعالى : وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون
إذن البنت التي تكذب على أهلها تكون خائنة لأبيها وأمها لأنها تعرف شاب دون علمهم ، هذا الأب الذي يكدح ليصرف عليكِ هل البر به أن يكون بهذه الطريقة؟ بأن تدخلي أحدا من ظهر البيت !! من التليفون مثلا !! وسؤال للبنت .. هل لو سمع أبوكِ من سماعة أخرى أنكِ تتحدثين مع شاب حتى الثالثة صباحا .. ماذا سيحدث لكِ؟ أكيد لن تقدري على النظر إلى عينيه أبداً ،فما بالك من أن الله سبحانه وتعالى هو المطلع عليكِ؟ متخيلة؟!أين الحياء من الله؟ ماذا تشعرين وأنتِ تعلمين أن الله يسمعك الآن .. المرأة تفقد من حيائها الكثير حين تدخل في علاقات مثل هذه
لكن هل معنى الكلام السابق أنه لم يعد ينفع أي علاقة بين رجل وامرأة؟ يعني لا يمكن أن يكلموا بعض تماما ، وأن أي رجل يجد امرأة يتعوذ منها ، والمرأة حين تجد رجلا تجري في ناحية أخرى على الفور؟ أم أن هناك علاقةٍ ما .. وما حدود هذه العلاقة؟ أعتقد أن أفضل علاقة أن تكون في حدود الأخوة ، صحيح هناك معاملة لكن في حدود بسيطة لا تؤدي لمتاعب مدمرة ولا تغضب ربنا ، ويمكن أن نقول أنه مادامت هناك حاجة طبيعية لهذه العلاقة فهي مقبولة وحلال .. يعني قرابة أو زمالة فلابد أن يكون هناك في حدود العمل ولكن طبعا لا يتطور الأمر فنخرج وحدنا أو ما شابه .. لأن بعض من الأشخاص يكون متزوجا وزميلته متزوجة ويحدث تطور بشع في العلاقة يهدد البيوت وتعالوا نتعرف على قصه في إطار لطيف جدا للعلاقة بين رجل وامرأة ، الرجل هو سيدنا موسى عليه السلام والفتاة هي ابنة سيدنا شعيب ، والقصة في القرآن هي أنه حين خرج سيدنا موسى من مصر ذهب إلى مدين وكان متعبا جدا ، ووجد بئرا والرجال يسقون منه وامرأتان تقفان لا تسقيان ، فذهب وهو (نبي) إلى المرأتين يسألهما : ما خطبكما؟ (كلمتين صغيرتين) ، فردوا ببساطة : لا نسقي حتي يصدر الرعاء ، أي لا نستطيع أن نسقي ولولا أن أبانا شيخ كبير لما وقفنا هذا الموقف ، فسقي سيدنا موسى لهما في مروءة ، وبعد أن سقى لهما تركهما فورا وتولَّى إلى الظل ، فذهبت الفتاتان لأبيهما تحكيان له عمَّا حدث فطلب الأب أن تأتي الفتاتان بالشاب
فذهبت إحداهما تمشي وفي مشيتها إستحياء وتقول : (إن أبي يدعوك) أي لستُ أنا ولكنه أبي .. فبدأت بالأب ولم تبدأ بـ (تعال إلى البيت) هذه هي الفتاة ، وليست من تقول لأبيها : سأتزوج فلاناً غصب عنكم ..الفتاة أعجبت بالشاب وليس عيبا .. والأب فاهم وذكي .. فعرض عليه أن يتزوج إحدى الإبنتين لأنه قريب من إبنته ويفهمها جيدا .. فهذا نموذج لعلاقه في إطار راقي ومحترم
والسؤال : كيف تعرف الفتاة أخلاق الولد وهي لا تعرفه من قبل؟ هل يجوز في فترة الخطوبة مثلا؟ طبعا فترة الخطوبة التعارف فيها مطلوب في هذا الزمن الذي نعيشه لأن الناس أصبحت لا تعرف بعضها البعض بطريقة كافية ، ويجب كذلك أن تكون الخطوبة فترة كافية للحكم على هذا الشخص ، وسنترك قصة تجاوزت الخطوبة إلى مكان آخر ، ونقرأ هذه القصة على لسان صاحبتها .. فهي ترويها بنفسها
أنا طالبة كنت دائماً ملتزمة ومحترمة لكن للأسف لم أكن أرتدي الحجاب ، وكان دوما بيني وبين الله ود .. لكن لما بدأت أحتك بناس بعيدين عن الله بدأت أنبهر بهم .. وعندما دخلت الجامعه بدأت أتعامل مع الأولاد بطريقه عادية ، حتي تحولت لعلاقة خاصة مع أحدهم ، وبدأنا كالعادة بالصداقة ثم تصارحنا بأن في الأمر مشاعر خاصة أكثر من الصداقة وكنا متفقين أن نتجنب الحرام وسنكون ملتزمين بحب طاهر عفيف
ثم بدأنا نتكلم في التليفون ، وكلام من نوعية أنه لا يستطيع الإبتعاد عني ، وبعد رفض مني رضخت وبدأت أكلمه بالفعل .. وكنت أستغل خروج أهلي حتي أتحدث معه .. ولو دخل أحد من أهلى أكلِّمه على أنه زميلتي وكأنني كنت أسرق تماما ، وبالطبع المواضيع تطورت وأصبحت أخرج معه في شلة ثم انفردنا ببعض والأمور أخذت شكل حرام وبدأنا في إرتكاب مخالفات وأنا كنت مغرورة بصلاتي وتديني القديم وتربيتي أنها ستمنعني من الإنزلاق .. وأتخيل أن الشيطان بعيد عني أصلا فلن يوسوس لي .. ثم تركني الولد بعد مشاكل مع بعضنا وطبعا كانت صدمة فظيعة بالنسبة لي لأنه بعدما تركني شعرت أنه لا يوجد إنسان يستحق أن أحبه ، وكان دائما يلعب على وتر أنني لا أحبه ولو كنت أحبه لنفَّذت له كل ما يريد ، وطبعا هذا الضغط ولَّد أشياء حرام كثيرة .. وكنت كلما أرجع البيت أخاف أنام لأنه يمكن الله يقبض روحي وأنا نائمة فكيف أواجهه؟ فليس عندي إستعداد للموت ، لدرجة أنني كنت في حالة قرف دائمة غير طبيعية
وعرفت في يوم أنه يحضر درس ديني فقلت أذهب ، فوجدت المحاضر يتحدث عن أحاسيس المؤمن تجاه الله وكيف ينبغي أن تكون .. وكان درسا رائعا حتى أنني شعرت أنني كنت عطشانة وأرتويت ، وكأن حياتي كان فيها حفرة عميقة وامتلأت في هذا اليوم .. وخرجت وكأنني أريد أن أعانق زميلاتي وأقبَّلهم و(أطبطب) عليهم لدرجه أنني لم أكن أفكِّر أنني أرتكبت أخطاء وأتمني التوبة وكأنني كنت متأكدة أن الله سبحانه وتعالى قد غفرها لي ، لأن الله كريم جدا ورحيم وكبير جدا جدا وأنا الأن بفضل الله بدأت أعلِّم الناس القرآن ومنتظمة في أكثر من شيء ، والحمد لله رب العالمين لديَّ إحساس أنني على إستعداد تام للموت وأنا مرتاحة ولا أخاف .. وظني بالله كل الخير لأنه على حسن ظن عبده به هذه القصة ببساطة عملية استبدال الحب التي كانت تعيشه مع الولد إلى حب الله تبارك وتعالى ، طبعا لو كنت بدأت الكلام بنصيحة أن البنت بدلا من أن تحب شابا لابد من أن تحب الله لكنتم ضحكتم عليَّ .. لكن الآن بعد هذه القصه أستطيع أن أقولها بقوة بعدما سمعناها من صاحبتها
والسؤال : ما رأيكم أن نعيش حياة حب الله .. حتى يأتي الزواج
وأنا أتحدى أن تقول بنت أنها تحب شابا في غير طاعة الله وأن علاقتها بربنا على ما يرام .. لابد أن تشعر أن شيئا يشدها للوراء .. هيا نجرب أن ندخر عواطفنا لله سبحانه وتعالى .. فهذه هي الحقيقه التي ينعم الناس فعلا بالدنيا والتي عبَّر عنها حسَّان بن ثابت رضي الله عنه حين قال
ببابك لن أغادره .. ولن أسعى إلى غيرك سأنسج بالرضا ثوبي .. وأشرف أنني عبدك وأهتف في جبين الصبح .. حين يقال من ربك إلهي خالق الأكوان .. أشرف أنني عبدك إلهي خالق الإصباح .. شرفي أنني ملكك
وأذكر أنني كنت أجلس مع مجموعة شباب وسألتهم ما أكثر نعمة أعطاك الله إياها؟ فأجاب البعض أبي وأمي والآخر الأموال والثالث معافاة الله لي من ذنب ما ، لكن أحد الشباب قال : أكبر نعمة أن ربنا هو ربنا
يعني يريد أن يقول أن أكبر نعمة أنه ملك لله لأنه الرب الذي يرحم ويعفو ويغفر وهذا ما يجعل الإنسان يشعر بحلاوة شديدة .. وهذه نعمة كبيرة ، ولو أقبلت على طاعه الله تشعر وكأن قلبك يرفرف وفرحان وكأنك تملك الدنيا في يديك .. لأنك أصبحت مِلكاً لله .. أغلى ما لديك في حياتك .. لله
لي صديق وكان يحب فتاة جدا وكل الناس كانت تعرف قوة إرتباطهما والإثنان متعلقان ببعضهما تماما .. وظلَّت الأمور تسير بهما إلى أن بدأ يلتزم ويتجه للتدين .. فصارحها قائلا : أنا أحبك جدا ولا أستطيع أن أتركك لكنني بدأت أقترب من الله ولا أستطيع الجمع بين الحبين ، ولا يزال لديَّ عامان على إنتهاء الدراسة وسأتقدم لكِ بعدها إن شاء الله لأني أراكِ مناسبة لي .. وقررت أن أوقف علاقتي بك تماما تماما .. ولو شاء الله ستكونين زوجتي لأن إسم زوجتي قد كتبه الله لي بالفعل .. وقد كان .. نفَّذ ما قال بالحرف ولديه منها الآن خمسة أطفال .. حتى أنه يقول أنه لا زال يحبها حب فترة (كتب الكتاب) فأتعجب !! فيقول : لأننا أطعنا الله فعوضنا بالسنتين بكل عمرنا سعادة وفرحة وحب
وقصة أخرى غريبة .. أنني كنت في إنجلترا وجاء رجل مصري متدين كبير السن .. تعرَّفت عليه في المركز الإسلامي .. وقال أريد أن أشتري هدية لزوجتي وظللنا نبحث عن هدية حتى تعبت رغم أنه تعدَّى الستين إلا أنه ظل يقول لي : ما رأيك؟ هل ستعجبها؟ فأقول والله لا أعرف ، ويبدأ يسأل عن أشياء فأقول له غالية جدا ، فيقول : لا يهم أريدها أن تكون سعيدة جدا .. ولما رجعنا مصر ذهبت أزوره دون موعد مسبق .. فأدخلني وقال لي أتركك دقائق لأن هذا هو موعد القراءة اليوميه مع زوجتي ، وهذا الموعد لا يمكن أن نفوته أبدا .. إنتظرني وسآتي لك عقب القراءة
تعالوا نرَّجع الحب لبيوتنا بأن نرجع لطاعة الله ، تعالوا نترك المعصية حتى يستمر الحب
وأحب أن أختم بأحلى قصة حب في التاريخ ، لا قيس وليلى ولا روميو وجوليت .. لأن هذه القصص لم تنتي بالزواج .. والزواج اختبار حقيقي للحب ، والحب الحقيقي هو الذي يستمر بعد الزواج حتى لو مات أحد الطرفين
فأحلى قصه حب هي حب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للسيدة خديجة
حب عجيب حتى تموت السيدة خديجة وبعد موتها بسنة تأتي امرأة من الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وتقول له : يا رسول الله ألا تتزوج؟ لديك سبعة عيال ودعوة هائلة تقوم بها .. فلا بد من الزواج قضية محسومة لأي رجل ، فيبكي النبي صلى الله عليه وسلم وقال : وهل بعد خديجة أحد؟
ولولا أمر الله لمحمد صلى الله عليه وسلم بالزوجات التي جاءت بعد ذلك لما تزوج أبدا . .محمد لم يتزوج كرجل إلا خديجة ، وبعد ذلك كانت زوجاته لمتطلبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينسى زوجته أبدا حتى بعد وفاتها بأربعة عشر عاما .. يوم فتح مكة والناس ملتفون حوله وقريش كلها تأتي إليه ليسامحها ويعفو عنها فإذا به يرى سيدة عجوز قادمة من بعيد .. فيترك الجميع .. ويقف معها ويكلمها ثم يخلع عباءته ويضعها على الأرض ويجلس مع العجوز عليها
فالسيدة عائشه تسأل : من هذه التي أعطاها النبي صلى الله عليه وسلم وقته وحديثه وإهتمامه كله؟ فيقول : هذه صاحبة خديجة .. فتسأله وفيمَ كنتم تتحدثون يا رسول الله؟ فيقول : كنا نتحدث عن أيام خديجة ، فغارت السيدة عائشه وقالت : أما زلت تذكر هذه العجوز وقد واراها التراب وأبدلك الله خيرا منها؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : والله ما أبدلني من هي خيرا منها .. فقد واستني حين طردني الناس وصدَّقتني حين كذَّبني الناس ، السيدة عائشة شعرت أن النبي غضب فقالت له : استغفر لي يا رسول الله ، فقال : استغفري لخديجة حتى استغفر لكِ
فهل يمكن للحب أن يستمر حتي بعد الوفاة بـ 14 عاما؟ نعم .. لأنه حب لم يسبقه علاقات حرام .. ولأن طاعة الله كانت هي الأصل في هذا البيت .. بيت يذكر الله ولا يذكر الشياطين
ما رأيكم يا شباب لو جعلنا بيوتنا هكذا .. الزوج يقرأ مع زوجته القرآن وما أروع أن يشاركهما الأولاد القراءة ، أو الزوجة توقظ زوجها لصلاة الفجر ، أو يصلي الزوج بزوجته ركعتي قيام .. كيف سيكون هذا البيت وجماله وحلاوته والحب فيه؟
منقول | |
|
sound of lost love نائب المدير العام
عدد المساهمات : 874 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 2009-08-25 العمر : 34 الموقع : I Life in Heart My Love
| Subject: Re: الحب حلال ولا حرام, Tue 20 Oct 2009, 1:36 pm | |
| مشكووووووووووووور على الموضع الجااااامد ده
| |
|
forgive Me
عدد المساهمات : 82 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 2009-10-22
| Subject: Re: الحب حلال ولا حرام, Thu 22 Oct 2009, 10:02 pm | |
| شكرا لموضوعك الجميل جدا ده
وليا تعليق صغير
اذا كان الحب حرام فقد وقعت فيه واذا كان حلال فالحمد لله ربى اكرمنى به
ربى اغفر لى ولمن احب | |
|
king love MoDERaToR
عدد المساهمات : 605 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 2009-08-24 العمر : 33 الموقع : neer to her
| Subject: Re: الحب حلال ولا حرام, Fri 23 Oct 2009, 12:37 pm | |
| امين يارب اغفرلها هي - ومن - -تحب واذا -كان -حلال - -اكرمها بيه واذا كان حرام - -اغفر لها *ولمن *تحب AH&AS | |
|
بوسى كات
عدد المساهمات : 39 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 2009-09-27
| Subject: Re: الحب حلال ولا حرام, Sat 24 Oct 2009, 8:11 pm | |
| | |
|
dark love
عدد المساهمات : 49 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 2009-11-11 العمر : 33
| Subject: Re: الحب حلال ولا حرام, Mon 16 Nov 2009, 5:42 am | |
| ايه يا كنج هو انت الي بتحبها ولا ايه ههههههههههههههههههه للاسف في شباب ذي الورد وموضيع هادفه لكن انتم عايزين دعم كبير ربنا يكرمك صدق جيفارا وانا ان شاء الله هكون معاكم | |
|